اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 106
مُكْرَمَةً مُحَبَّهْ ... تَجُبُّ [1] أَهْلَ الكَعْبَهْ
فغلب عليه، فسُمّي به.
[العلم المرتجل]
قال صاحب الكتاب: "والمرتجل علي ضربين: قياسيّ, وشاذٌّ. فالقياسيّ نحو:"غَطَفانَ, وعمران, وحمدان, وفَقعسِ, وحنتفِ". والشاذّ نحو: "محبب, وموهب, وموظب, ومكوزة, وحيوة"".
* * *
قال الشارح: اعلم أنَّ المرتجَل في الأعلام ما ارتُجل للتسمية به، أي اختُرع ولم يُنْقَل إليه من غيره؛ من قولهم: "ارتجل القصيدة والخُطْبَةَ"، إذا أتى بها عن غير فكْرةٍ وسابقةِ رويَّةٍ. واشتقاقُه من "الرَّجْل"، كأن الشاعر والخطيب أنشأهما وهو على رِجْله في حال الإنشاء.
وهو على ضربَيْن، كما ذكر، قياسيّ وشاذّ. والمراد بالقياسيّ أن يكون القياس قابلاً له غير دافعه، وذلك نحو: "حَمْدانَ"، و"عِمْرانَ"، و"غَطَفانَ"، و"فَقْعَسٍ"، و"حَنْتَفٍ"، فهذه الأسماء مرتجلةٌ للعَلَميّة، لأنّها لم تكن موضوعة بإزاء شيءٍ من الأجناس، ثمّ نُقلت منه إلى العلميّة، وإنّما بُنيت صيغها من أوّلِ مرّة للعلميّة. وكونُ القياس قابلاً لها من حيث إنّ لها نظيرًا في كلامهم، فـ "حمدان" في العلم كـ"سَعْدانٍ" اسم نَبْتٍ، و"صفْوانٍ" للحَجَر الأَمْلَس؛ و"عِمران" كـ"سِرْحانٍ" وهو الذئْب، و"حِرْمانٍ وعِصْيانٍ"
= والدرر 1/ 226؛ ولسان العرب 1/ 221، (لبب)، 346 (خدب)؛ والمقاصد النحويَّة 1/ 403؛ ولامرأة من قريش في جمهرة اللغة ص 63؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 405؛ والخصائص 2/ 217؛ والمنصف 2/ 182.
شرح المفردات: الخِدَبَّة: الضخمة. تجبّ أهل الكعبة: تغلب نساء قريش بحسنها.
الإعراب: "لأنكحنّ": اللام: حرف موطّىء للقسم، "أنكحنّ": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون: حرف توكيد لا محلّ لها من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا. "بَبَّه": مفعول به منصوب بالفتحة، وسُكّن لضرورة الوزن. "جارية": مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة. "خدبه": صفة منصوبة بالفتحة، وسُكّنت لضرورة الوزن. "مكرمة": صفة ثانية لـ"جارية" منصوبة بالفتحة. "محبّه": صفة ثالثة منصوبة بالفتحة، وسُكّنت لضرورة الوزن. "تجب": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، وفاعله: ضمير مستتر جوازًا تقديره: هي. "أهل": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "الكعبه": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسُكّن لضرورة الوزن. وجملة "لأنكحنّ": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب؛ أو جملة جواب القسم المقدّر لا محل لها من الإعراب. وجملة "تجبّ": في محل نصب صفة رابعة لـ"جارية".
والشاهد فيه قوله: "ببّه" حيث سُمّي به نقلاً عن صوت. [1] في الطبعة المصريّة "تُحبّ".
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 106